هل خروج المذي يبطل الصيام عند المرأة عند المالكية؟ وما هي مبطلات الصيام؟ أمر الله عباده المؤمنين بأداء بعض العبادات التي ترضيه، وجعل بعض من هذه العبادات اختبار لقوة إيمان المرء، وكلما زاد تحمله لمشقة العبادة زاد قربه من المولى عز وجل ورضى عنه، ومن خلال موقع القمة نقوم بمشاركة آراء العلماء في هذا الأمر

هل خروج المذي يبطل الصيام عند المرأة عند المالكية

يخرج من فرج المرأة بعض الإفرازات عندما تتحرك الشهوة، الأمر الذي يشكل عدد من التساؤلات، خصوصًا إن تم ذلك في نهار رمضان وقد اختلف العلماء في فساد الصوم بسبب نزوله، إذ إن الحنابلة يعتقدون أنه يفسد الصيام إن كان سبب نزوله تواصل مباشر مثل لمس باليد أو التقبيل وخلافه، أما إن كان سببه تكرار النظر فإنه لا يفطر.[1]

واستقر أبو حنيفة والشافعي على أن نزول المذي لا يفطر سواء نزل بسبب مباشرة أو لا وذلك لأن ما يفسد الصيام هو نزول المني وليس المذي، أما بخصوص هل خروج المذي يبطل الصيام عند المرأة عند المالكية؟ فإن رأي المالكية يتفق مع ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وهو أن خروج المذي لا يبطل الصيام.

اقرأ أيضًا: هل يجوز ممارسة العادة مرة في الشهر للبنات

الفرق بين مني المرأة ومذيها

الفرق بين مني المرأة ومذيها

استكمالًا للحديث عن هل خروج المذي يبطل الصيام عند المرأة عند المالكية؟ فإنه من الضروري التفرقة بين المني والمذي عند المرأة، إذ إنهم عبارة عن إفرازات تخرج من المهبل ولهم لون أصفر رقيق ورائحة مني متقاربة لمني الرجل تقارب طلع النخل أو رائحة العجين ويخرج لشهوة أو عند الشعور بلذة يليها فتور.[2]

وقد ورد عن النووي “وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق وقد يَبْيضّ لفَضْل قُوَّتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما إحداهما أن رائحته كرائحة مني الرجل، والثانية التلذذ بخروجه وفتور قوتها عقب خروجه.”

وقد ذكر بخصوص المذي ما يلي” والمذي ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند شهوة لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه، ويكون ذلك للرجل والمرأة وهو في النساء أكثر منه في الرجال.”

والحقيقة أن خروج المذي لا يبطل الصوم في حال كان مصاحبة لتقبيل أو مشاهدة أفلام، وما إلى ذلك من أمور تثير الشهوة لا تنفي أن على المسلم أن سيتعفف ولا يجوز له أن يشاهد أفلام خليعة أو يستمع لما حرم الله من أغنيات، إذ ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يلي:

(الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا.) [صحيح البخاري – الراوي: أبو هريرة]

والمختصر أن خروج المني عن شهوة يفسد الصوم سواء نجم عن مباشرة أو قبلة أو تكرار النظر وغير ذلك من أسباب تثير الشهوة مثل الاستمناء، ولكن بخصوص الاحتلام والتفكير فإنه لا يؤثر على صوم، ولو أدى لخروج المني وفقًا لما أقره جمهور العلماء.

هل الاحتضان والتقبيل بين الزوجين يفسد الصيام

في إطار الحديث عن هل خروج المذي يبطل الصيام عند المرأة عند المالكية؟ فإن العديد من الرجال بحاجة لفهم الحدود التي لا يجب أن يتخطوها كي لا يعرضوا صحة صيامهم هم أو نساءهم للخطر، إذ إن احتضان الزوجة وتقبيلها أمر يحدث بعفوية فيخشى الرجال أن يكون هذا الأمر يبطل الصيام أو يجرحه، وكان رد الفقهاء كما يلي:

لمس الزوجة وتقبيلها والنوم إلى جانبها لا يؤثر على الصيام حيث ورد عن عائشة رضي لله عنها (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهو صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهو صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لإِرْبِهِ.) [صحيح مسلم – الراوي: عائشة أم المؤمنين].[3]

ويحكى في السلف الصالح أن راجلان استأذنوا الرسول صلى الله عليه وسلم في التقبيل فأذن لواحد ولم يأذن للآخر، وذلك لأن الذي أذن له كان شيخ كبير والآخر كان في طور الشباب والاندفاع فخشي عليه أنه لن يتمكن من تمالك نفسه، ولذلك كل إنسان على نفسه بصيرة يستطيع أن يحدد الصالح له ويتقي الشبهات كي لا يغضب الرب ويعصيه.

حكم الاستمناء في نهار رمضان

خلال عرضنا للرد على هل خروج المذي يبطل الصيام عند المرأة عند المالكية؟ وجدنا أنه من الضروري توضيح بعض الأمور التي قد تكون غائبة عن البعض بسبب عند العلم بالأمور الدينية التي تتعلق بالفقه والشريعة، حيث إن جمهور العلماء قد اجتمعوا على أن الاستمناء في نهار رمضان يبطل الصوم إن كان متعمد وخرج بسببه المني فعلى المرء أن يقضي اليوم ويتوب لله سبحانه وتعالى.[4]

اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من ورقة

ما أنواع مبطلات الصيام

في أثناء البحث عن إجابة هل خروج المذي يبطل الصيام عند المرأة عند المالكية؟ يجب ألا يهمل المرء التعرف على أنواع مبطلات الصوم كلها بتفاصيلها وأحكامها كي يتجنب الوقوع في المحظورات ويتقي الشبهات وفيما يلي نعرض هذه الأنواع بشكل كامل:

  • الجماع يبطل الصيام ويوجب الإثم والقضاء والكفارة ويكون على الزوجة أن تؤدي الكفارة، كما على الرجل إن كانت العلاقة تمت برضاها وبينما بعض العلماء يرون أن لا كفارة عليها وتكون الكفارة من حيث الترتيب عتق رقبة أو صيام 60 يوم أو إطعام 60 مسكين، كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام:

(يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، …)

(…فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ – والعَرَقُ المِكْتَلُ – قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا – يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ – أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ.) [صحيح البخاري – الراوي: أبو هريرة]

  • الحيض والنفاس يبطلون الصيام ويوجبون القضاء فقط دون كفارة أو إثم حتى إن أصيبت بهما المرأة قبيل الغروب بلحظة.
  • الأكل والشرب عمدًا وما كان بمعنى الأكل والشرب من تدخين وتناول مخدرات واستنشاق وحقن والاستمناء، يبطل الصيام ويتوجب القضاء والإثم دون كفارة.
  • الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم بالامتصاص أو البلع ومستحضرات التجميل على الشفاه التي تتحلل وتصل للمعدة تبطل الصيام وتوجب القضاء فقط.
دعاء رمضانرسائل رمضان
صور رمضانصور فوانيس رمضان
بوستات رمضاندعاء التراويح
دعاء السحوردعاء المغرب
دعاء الفجردعاء ايام رمضان
عبارات رمضاندعاء ختم القرآن في رمضان
صور رمضان كريمدعاء يوم الجمعة في رمضان
تردد قنوات مسلسلات رمضاندعاء الافطار
دعاء ليلة القدراللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا ليلة القدرموعد ليلة القدر

من المهم فهم الفارق بين المذي والمني لتحديد إن كان الصيام، قد بُطل ويحتاج قضاء أم لا كيلا يتعرض المرء للوقوع في الإثم.