هناك أكثر من حديث عن ليلة القدر يوضح دلالاتها وفضلها وشعائرها التي أحياها الرسول صلى الله عليه وسلم، فنجد أن هناك الكثير من الأحاديث الصحيحة والموجودة في السنة النبوية الشريفة، ومن خلال موقع القمة سنتعرف على كافة الأحاديث المختلفة التي تتحدث عن فضل ليلة القدر.

حديث عن ليلة القدر

إن الأحاديث المذكورة عن ليلة القدر كثيرة وتتعدد ما بين أحاديث تشير إلى علاماتها وأحاديث أخرى تدل على فضل وعظمة تلك الليلة المباركة، وفيما يلي سنتعرف على الأحاديث الواردة عن ليلة القدر:[1]

1- حديث عن ليلة القدر وفضلها

إن ليلة القدر ليلة مباركة وعظيمة والعمل الصالح فيها خير من العمل الصالح في ألف شهر غير ليلة القدر، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر: 3]، ولقد جاءت العديد من الأدلة في السنة النبوية الشريفة، نذكر منها ما يلي:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [صحيح البخاري]، وهذا الحديث يوضح أن من اجتهد في تلك الليلة المباركة بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى، وهو مؤمن بفضلها ورغبة في الحصول على الرحمة والمغفرة من الله عز وجل، فسيغفر الله له ذنوبه السابقة.
  • عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دخل شهر رمضان: إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ[صحيح ابن ماجه].

خاب وخسر من أدركه رمضان ولم يغفر له ذنبه، والحديث السابق يؤكد أن من يفوته ثواب ليلة القدر المباركة فلقد حرم خيرًا لا يحد قدره، وذلك لأن العبادة في ليلة القدر خير من العبادة في ألف شهر.

اقرأ أيضًا: دعاء ليلة القدر مستجاب

2- حديث عن ليلة القدر لتحري موعده

لا شك في أن ليلة القدر من الليالي المباركة في هذا الشهر الكريم، ولقد جعلها الله من الليالي المبهمة حتى يجتهد العباد في أداء العبادات المختلفة ليتقربوا من الله أكثر التماسًا في مغفرة الله ورحمته، وقد جاء في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تشير إلى موعد ليلة القدر نذكر منها ما يلي:

  • عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” [صحيح البخاري].
  • عن عبد الله بن عباس: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى” [صحيح البخاري].
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أيْقَظَنِي بَعْضُ أهْلِي، فَنُسِّيتُها، فالْتَمِسُوها في العَشْرِ الغَوابِرِ [صحيح مسلم].
  • عن عبد الله بن عمر: أنَّ رِجَالًا مِن أصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنَامِ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَى رُؤْيَاكُمْ قدْ تَوَاطَأَتْ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فمَن كانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ[صحيح البخاري].
  • عن أبي سعيد الخدري قال: اعتَكَفنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ العَشرَ الأوسطَ من رمضانَ، فقالَ: إنِّي أريتُ ليلةَ القَدرِ فأُنسيتُها، فالتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ، في الوترِ[صحيح ابن ماجه].

من الأحاديث الشريفة السابقة دلالة على أن ليلة القدر هي إحدى الليالي الوترية في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بمعنى أنها قد تكون في الليلة الحادية والعشرين أو الثالثة والعشرين أو الخامسة والعشرين أو السابعة والعشرين أو التاسعة والعشرين.

لذلك يجب على المسلمين أن يحيوا شعائر تلك الليلة المباركة في هذه الأيام وأن يجتهدوا في أداء العبادات في العشر الأواخر من شهر رمضان.

3- حديث عن ليلة القدر وعلاماتها

مع أن ليلة القدر لم يتم تحديدها في يوم معين إلا أن رسولنا الحبيب أمرنا أن نتحرى ليلة القدر في الليالي الوترية من الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ولقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الدلالات والعلامات التي تدل على ليلة القدر، وتتضح هذه الأحاديث فيما يلي:

  • عن عبد الله بن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ” [صحيح الجامع].
  • عن أبي بن كعب أنه قال: أخبَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها تطلُعُ يومَئذٍ لا شُعاعَ لها [صحيح مسلم].
  • عن أبي بن كعب قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن دلالة ليلة القدر: وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا[صحيح مسلم].

من الحديث دلالة على أن الشمس في يوم ليلة القدر ستكون صافية بيضاء، لا يرى لها أي أشعة ممتدة، فينتشر ضوئها بلا شعاع كما يضيء القمر بلا شعاع.

اقرأ أيضًا: علامات ليلة القدر الصحيحة

4- حديث عن ليلة القدر وإحياء شعائرها

إن إحياء شعائر ليلة القدر واجب على كل مسلم ومسلمة، ولقد وصانا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحيي شعائر ليلة القدر وأن نجتهد في أداء العبادات المختلفة في تلك الليلة اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد جاء في السنة الشريفة كيفية إحياء شعائر تلك الليلة نذكرها فيما يلي:

  • عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى[مجموع الفتاوى]، إذ يجب على المؤمن أن يعقد النية على إحياء ليلة القدر لأن الأعمال بالنيات فإذا حدث عذر شديد يمنعك من القيام بهذا العمل الصالح تثاب عليه وتأخذ الأجر.
  • عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ” [صحيح مسلم]، في هذا الحديث دلالة واضحة على الاجتهاد والجد في عبادة الله سبحانه وتعالى، وأهمية أن نعين أهلنا على العبادة وطاعة الله سبحانه وتعالى.
  • عن عائشة رضي الله عنها: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ” [صحيح مسلم]، يوجد في هذا الحديث دلالة واضحة على أهمية شهر رمضان المبارك، وفضل الأيام العشرة الأخيرة الذي يجب على العباد الاجتهاد فيها اقتداء برسول الله.
  • عن عثمان بن عفان رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ [صحيح مسلم]، وهي من أبسط الأمور التي قد يقوم بها المسلم لإحياء شعائر ذلك اليوم.
  • عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي” [أعلام الموقعين].
  • عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ… “ [صحيح البخاري].

يعد الاعتكاف من العبادات المحببة في الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان وذلك اتباعًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

إن شهر رمضان شهر مبارك ويحتوي على ليلة القدر التي هي أعظم لياليه وهي ليلة مباركة يتعاظم فيها الثواب والأجر، لذلك يجب على المسلمين التماس البركة والرحمة والمغفرة من الله عز وجل.