جواز إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية من الأمور التي أثارت الجدل الواسع فيما بين صفوف المسلمين، حيث إن هذا الفعل مكروه ومنهي عنه تمامًا في الشريعة الإسلامية ولكن ما هي حقيقة إجازة أصحاب المذهب المالكي له، هذا ما سوف نتطرق لمعرفته بالتفصيل من خلال هذا الموضوع عبر موقع القمة.

جواز إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية

يتساءل العديد من المسلمين عن جواز إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية والإجابة عن هذا الأمر هي أنه غير جائز، حيث إن المالكية مثلهم كمثل سائر أئمة المذاهب الآخرين، أي أنهم أنكروا واستنكروا واستهجنوا هذا الفعل لأنه من المحرمات بل هو الأمر المحرم الوحيد في العلاقة الزوجية فيما بين الرجل والمرأة في الإسلام، وللدلالة أكثر على رأي المالكية في هذا الصدد ما قيل فيما يلي:

“الثابت عن الإمام مالك – رحمه الله- أنه يحرم إتيان المرأة في دبرها مثل باقي الأئمة، ومن نسب إليه غير ذلك، فقد أعظم عليه الفرية. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره:( وقال أبوبكر بن زياد النيسابورى…[1]

حدثني إسرائيل بن روح سألت مالك بن أنس: ما تقول في إتيان النساء في أدبارهن؟ قال: ما أنتم إلا قوم عرب، هل يكون الحرث إلا موضع الزرع؟ لا تعدوا الفرج، قلت: يا أبا عبد الله، إنهم يقولون إنك تقول ذلك – إباحة الوطء في الدبر- قال:

يكذبون عليّ… يكذبون عليّ. فهذا هو الثابت عنه، وهو قول أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل وأصحابهم قاطبة، وهو قول سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، وعكرمة، وطاوس، وعطاء، وسعيد بن جبير، وعروة بن الزبير، ومجاهد بن جبر، والحسن وغيرهم من السلف أنهم أنكروا ذلك أشد الإنكار، ومنهم من يطلق على فعله الكفر، وهو مذهب جمهور العلماء). انتهى من تفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/347)”.

اقرأ أيضًا: هل يجوز كشف العورة لإزالة الشعر في نهار رمضان

تحريم الإيلاج من الدبر في الإسلام

إن الله قد أباح للرجل أن يستمتع بزوجته وقتما وحيثما شاء وأباح للمرأة أن تستمتع بزوجها بالطريقة التي تفضلها، ولم يضع قيدًا أو شرطًا في هذا الصدد وجعل كل شيء مباح فيما بين الزوجين إلا ما يدعى بالجنس الشرجي.

هو نوع من الممارسات الجنسية التي تقتضي بوطء الزوج لزوجته في الدبر أو في فتحة الشرج وليس في المهبل المكان الذي أحله الله للمسلمين والمسلمات، ولقد وردت أحاديث شريفة كثيرة تؤكد تحريم ارتكاب هذا الفعل.

“عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينظرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلى رجُلٍ أتى رجُلًا أو امرأةً في دُبُرِهَا

حدثه الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، التخريج: أخرجه الترمذي والنسائي.

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ملعونٌ من أتى امرأتَهُ في دبرِها

حدثه الألباني، المصدر: صحيح أبي داوود، التخريج: أخرجه أحمد والبيهقي.

الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية

في إطار معرفة حكم جواز إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية يجب أن نتعرف أيضًا إلى الأمور التي حرمها الله في العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة غير الإتيان من الدبر، وفيما يلي نتعرف إلى كل منها على حدة:

1- الجماع وقت العبادة

لا يجوز للزوج أن يجامع زوجته في الأوقات المخصصة للعبادات المفروضة، مثل الأوقات التي تكون فيها المرأة صائمة صيام مفروض مثل الصيام خلال شهر رمضان أو صيام القضاء، كما أنه لا يجوز لهما الجماع في الأوقات المخصصة للحج والعمر.

لا يحل للرجل أن يطلب من زوجته الجماع في هذه الأوقات إذا كان الأمر سيعطلها عن تأدية العبادات المفروضة مثل الصلاة، وفي هذه الحالات يجوز للمرأة أن تمتنع عن زوجها وأن تعطي الأولوية للعبادة.

2- الجماع في وقتي الحيض والنفاس

لا يحل للرجل أن يعاشر زوجته أو يجامعها خلال فترة الحيض أو قبل توقف نزول دم النفاس، ومن يرتكب هذا الفعل يتوجب عليه أن يتوب توبة نصوحة وألا يعيد هذا الفعل وإذا كانت هناك كفارة لذلك يجب دفعها.

3- ابتلاع المني

يظن البعض أن ابتلاع المرأة للسائل المنوي الخاص بزوجها أمر مباح إلا أنه غير ذلك، وذلك لأن المني أمر مستقذر وابتلاعه ينافي الفطرة التي فطرنا الله عليها، حيث إن المني يجب أن ينزل في المكان المخصص له، ولا يجوز للرجل أن يطلب من زوجته أن تبتلعه.

4- مشاهدة الأفلام الإباحية

مشاهدة الأفلام الإباحية والصور الخليعة أمر لا يجوز بوجه عام سواءً كان للمتزوجين أو لغيرهم، فبعض الرجال وأيضًا قليل من النساء يعتمدون في إثارة شهوتهم على مشاهدة هذه الأشياء.

اقرأ أيضًا: هل يجوز تشهية الصائم

آداب الجماع في الإسلام

لقد بين الإسلام وشريعته الحنيفة الآداب التي يتوجب على الأزواج مراعاتها فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية فيما بينهما، ولقد تحددت هذه الآداب فيما يلي:

  • التجمل من أجل العلاقة الحميمية وذلك يكون عن طريق التطيب والتعطر.
  • مداعبة الرجل لزوجته لتكون مهيأة أكثر لبدء العلاقة الزوجية لزيادة الرغبة لديها.
  • القول عند البدء في الجماع اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا.
  • أن يتم الجماع في المكان المحلل شرعًا وهو الفرج وليس الدبر.
  • تأكد الزوج من أن زوجته قد أشبعت رغبتها من الجماع.
  • عدم تحدث أحد الزوجين عن أسرار العلاقة الزوجية مع الناس.
  • ضرورة الاغتسال بعد الجماع.

إن حكم جواز إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية لم يكن سوى أكذوبة اختلقها بعض الراغبين في تحليل ما حرمه الله، وإيهام أنفسهم وغيرهم بأن هذا الفعل محلل لتبرير ما يقومون به.