هل يجوز إخراج الأضحية كلها للفقراء؟ وإذا تبقى جزء من زكاة المال هل يجوز وضعه في صك أضحية؟ حيث تعتبر هذه الأسئلة من أحد أكثر الأسئلة التي يتم سؤالها من قبل الكثير من المسلمين ممن يرغبون في ذبح الأضحية وإخراجها كاملةً إلى الفقراء، لذلك يجيب موقع القمة بشكل مفصل عن هذه الأسئلة.

هل يجوز إخراج الأضحية كلها للفقراء

يعتبر الأكل من الأضحية أمر ليس واجبًا ولكنه مباح عند جمهور العلماء، نظرًا لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وغيره عند الشيخين واللفظ لمسلم لما قالوا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم “نَهَيْتَ أنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحايَا بَعْدَ ثَلاثٍ، فقالَ: إنَّما نَهَيْتُكُمْ مِن أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتي دَفَّتْ؛ فَكُلوا وادَّخِرُوا وتَصدَّقُوا” (صحيح مسلم)، وغيرها من الأحاديث حيث يحمل الجمهور هذه الأوامر على الندب أو الإباحة.

بالإضافة إلى إيضاح عضو هيئة كبار العلماء، بأنه يمكن أن يحتج لهم أيضًا لما رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه واللفظ له عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: “كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلَاثٍ لِيَتَّسِعَ ذُو الطَّوْلِ عَلَى مَنْ لَا طَوْلَ لَهُ، فَكُلُوا مَا بَدَا لَكُمْ وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا” (صحيح الترمذي)، كما نبه المفتي السابق في إجابته عن سؤال هل يجوز إخراج الأضحية كلها للفقراء بأنه يجوز التصدق بالأضحية كاملة ولكن دون أكل منها.

إذا تبقى جزء من زكاة المال هل يجوز وضعه في صك أضحية

في إطار الإجابة عن سؤال هل يجوز إخراج الأضحية كلها للفقراء، فلا بد من الاطلاع على إجابة سؤال إذا تبقى جزء من زكاة المال هل يجوز وضعه في صك أضحية حيث ورد هذا السؤال إلى دار الإفتاء من خلال فيديو بث مباشر على الصفحة الرسمية بمنصة الفيس بوك.

كما أفاد الدكتور أحمد ممدوح والذي هو مدير إدارة الأبحاث الشرعية، وأمين الفتوى بالدار، بأن زكاة المال يكون الأصل فيها أن تخرج مالًا، والتي هي مستقلة بذاتها عن الأضحية، نظرًا لأن الزكاة تعتبر واجبة والأضحية سنة مؤكدة.

بالإضافة إلى بيان مدير إدارة الأبحاث الشرعية في الإفتاء بأنه يجوز إخراجها على هذه الصورة الواردة في السؤال في حال كانت ستملك بالكامل إلى الفقير ومؤكدًا بأن الأولى إخراجها يكون مالًا.

اقرأ أيضًا: هل يجوز أخذ عمره مرتين في نفس اليوم

هل الأضحية أولى أم التبرع للمستفشيات

في إطار عرض إجابة هل يجوز إخراج الأضحية كلها للفقراء، فإن سؤال هل الأضحية أولى أم التبرع للمستفشيات من أحد أهم الأسئلة التي وردت إلى دار الإفتاء كذلك، حيث أجاب الدكتور أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى في دار الإفتاء بقوله أن الأضحية تعتبر شعيرة من شعائر الدين الإسلامي، كما أنها عمل عظيم يثاب الإنسان عليه ويعمل على إدخال السرور إلى قلوب الفقراء.

كما أن التبرع إلى المستشفيات عمل عظيم أيضًا حيث إنه يساعد على تخفيض التكاليف والعمل على تيسير العلاج على الفقراء من المرضى، بالإضافة إلى أنه يدعم الدولة في ظل الظروف الصعبة، كما تابع مدير إدارة الأبحاث الشرعية، بأنه على المستوى الشخصي يجب أن تختار ما تراه أثوب وأرجع.

حيث إن الأمر يرجع إلى تقديرك، أما على المستوى العام أجمع بين الأمرين وهما الأضحية والتبرع، فلا يمكن أن نبطل شعيرة الأضحية من أجل إعمار المستشفيات ولا نترك كذلك إعمار المستشفيات من أجل إقامة الأضحية، حيث إن كلاهما أمر جيد ويثاب عليه الإنسان خير الثواب.

الفرق بين الهدي والأضحية والعقيقة

في إطار عرض إجابة هل يجوز إخراج الأضحية كلها للفقراء، فيرجى الاطلاع على الفرق بين الهدي والأضحية والعقيقة، حيث جاءت الفروق كالتالي:

  • الحكم: حيث إن الهدي منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب فقط، أما الأضحية والعقيقة كلاهما سنة مؤكدة على الراجح المفتى به خلافًا إلى من أوجبهما.
  • السبب: يتم ذبح العقيقة من أجل التقرب إلى الله تعالى والشكر لله على نعمة الولد، أما بالنسبة إلى الأضحية فأنها يتم ذبحها من أجل التقرب إلى الله عز وجل، والشكر له على نعمة الحياة في أيام النحر، أما الهدي فهو ما يتم ذبحه من أنعام في الحرم بأيام النحر من أجل التمتع وما إلى ذلك.
  • المكان الزمان: إن الهدي يتم ذبحه في أيام النحر وفي الحرم، أما بالنسبة إلى العقيقة فهي مرتبطة بوقت ولادة المولود وفي أي مكان، أما بالنسبة إلى الأضحية فأنها يتم ذبحها في أيام النحر والذي هو وقتها وفي أي مكان مثل العقيقة.
  • الأكل: يكون الأكل جائزًا من الأضحية والعقيقة وهدي التطوع، أما الهدي في التمتع والقرآن والراجح جواز الأكل، أما الأكل من هدي الكفارات والإحصار والمنذور فوقع خلاف فيه كذلك ومن المرجح عدم الجواز.
  • الاشتراك: يقصد بالاشتراك في النسك هو أن يشترك سبعة أفراد في واحدة من البقر أو من الإبل، حيث لا يقل نصيب الواحد عن سبع، كما أجمعوا على أن الشاة لا يجوز أن يتم الاشتراك فيها، حيث قال ابن هبيرة “واتفقوا على أنه تجزئ البدنة عن سبعة، وكذلك البقرة، والشاة خاصة عن واحد” (اختلاف الأئمة العلماء (1/ 338)).

اقرأ أيضًا: هل يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها عند السفر

ميعاد توزيع لحوم الأضحية

من الممكن أن يتم توزيع الأضحية على مدار العام، وهذا على الرغم من أنه يُفضل التعجيل في توزيعها، حيث قال تعالى في الذكر الحكيم {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [سورة البقرة: 148]، ولكن إذا لم يتم فعل هذا فهو أمر جائز، بالإضافة إلى قول دار الإفتاء بأنه يمكن للمضحي المتطوع أن يأكل من أضحيته أو أن ينتفع بها لحمًا وأحشاء وجلد كلها على بعضها.

كما يمكن كذلك التصدق بها كلها على بعضها، أو حتى إهداؤها كلها على بعضها، ولكن لا يجوز إعطاء الجلد أجرة إلى الجزار، كما لا يجوز بيعها كذلك، ومن الأفضل في الأضحية أن يتم تقسيمها إلى ثلاث، ثلث له ولأهل بيته وكذلك ثلث للأقارب وثلث إلى الفقراء، والله أعلى وأعلم.

تعتبر التضحية أمر واجب في الشريعة الإسلامية، حيث أمر الله عز وجل المقتدرين بأن يقوموا بذبح الأضحية من أجل توزيعها على الفقراء والمساكين وسد احتياجاتهم وإدخال السرور إلى قلوبهم ولكن يتم ذلك وفقًا إلى بعض الشروط والأحكام الواجبة.