يعد الغضب من الأمور التي حذرنا منها الرسول -صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية، فروي عن أبي الدرداء أن أَعْرَابِيًّا جاء إلى رسول الله فقال له دلني على عمل يدخلني الجنة قال رسول الله: “لا تغضب ولك الجنة“، سنتطرق في هذا المقال إلى الأحكام الشرعية التي وردت بشأن سب الدين أثناء الغضب بالتفصيل. 

ما حكم سب الدين أثناء الغضب وما كفارته؟ 

من الأمور التي يترتب عليها الكفر والردة عن الإسلام هو سب الدين وسب نبيه صلى الله عليه وسلم، سواء كان السب في حالة الغضب أو الرضا أو الهزل أو الجد فلقد قالسبحانه وتعالى–  في سورة التوبة: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم). 

ومن الجدير بالذكر أنه في حالة اختلال العقل الناتج عن الغضب الشديد فله مقامات ثلاثة عند الفقهاء وهي: 

  • المقام الأول: فقد العقل نتيجة شدة الغضب فحكم هذا الشخص كحكم المعتوه والمجنون ولا يترتب على سبه للدين أو طلاقه أو غيره من أفعال حكم فلقد رفع عنه القلم. 
  • النوع الثاني: تغير فكر الإنسان الناتج عن اشتداد الغضب وسيطرة غضبة عليه بشكل كامل فيصبح كالمجبر الذي لا يتمكن من تخليص نفسه ولكنه على الرغم من شدة غضبه إلا أنه لم يفقد عقله بالكامل، فاختلف الفقهاء بشأنه فالبعض قال: مثله مثل العاقل سيرتد إذا سب الدين، ويُفرق بينه وبين زوجته إذا قام بتطليقها وغيرها من أحكام، بينما البعض الآخر من الفقهاء ألحقه بالشخص الأول المجنون لإيمانهم أنه لا يتمكن من التخلص من غضبه الشديد فأصبح مجبور على نطق ما نطق من كلمات. 
  • أما القسم الثالث: فهو ذاك الغضب الذي يدوم معه العقل ولا يفقد الإنسان فيه أعصابه أو نفسه بالرغم من غضبه  لكن تصرفاته صحيحة وعقله سليم، فهذا الشخص عند جموع العلماء يرتد عن الإسلام إذا سب الدين ويجب عليه الكفارة ويقع طلاقه وشراؤه وبيعه وغيرها من أفعال حيث أن غضبه بيده مسيطر عليه. 

ما حكم سب الدين عند الغضب وما كفارته؟ - مقال

كفارة سب الدين 

تعد التوبة والاستغفار وعقد النية ومعاهدة اللهسبحانه وتعالى–  بعدم تكرار مثل هذا الذنب والشرط الأخير أن تكون التوبة في وقت القبول هي كفارة سب الدين، وسب الدين أمر منهي عنه ومحرم لأقصى حد ويعتبر من الكبائر في الإسلام، ويظل باب التوبة مفتوح دائمًا بقوله جل وعلى في سورة الزمر: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم). 

وتجدر الإشارة إلى أنه من الواجب شرعًا نهي الساب عما يفعل حيث إن النهي عن المنكر والأمر بالمعروف تعتبر من فروض الكفاية الواجبة على أمة الإسلام كل شخص على حسب استطاعته. 

ولقد أمرنا ديننا الإسلامي الحنيف بضرورة الاقتداء برسولنا الكريم والصحابة والصالحين في حسن الخلق حيث قال سبحانه وتعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا). 

كيفية ضبط الغضب 

يجب على الإنسان أن يحمي نفسه من الشعور بالغضب فيجب أن يسارع بمعالجة هذا الغضب حسب ما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله رجل فقال له يا رسول الله أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارا، قال: لا تغضب. 

لذا على الإنسان عند الشعور بالغضب أن يبدأ بما يلي: 

  • أن يحاول السيطرة على نفسه. 
  • عليه الاستعاذة بالله من شر الشيطان الرجيم. 
  • عليه بالجلوس إذا كان واقفًا. 
  • أن يضطجع في حالة جلوسه. 
  • عليه الوضوء إذا اشتد به الغضب. 

ومن الجدير بالذكر أن اتباع هذه الأمور يقلل ويساهم في التخلص من حدة الغضب. 

والى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال عن ما  حكم سب الدين أثناء الغضب وما كفارته؟ وتعرفنا على كفارة سب الدين والوسائل التي يجب اتباعها لضبط حدة الغضب والتخلص منه نرجو أن تكونوا قد استفدتم منه ونال استحسانكم.