لماذا لم يتم ترتيب القرآن الكريم حسب النزول؟ هناك العديد من الأسئلة التي تدور بذهن القارئ للقران الكريم مثل سوره وعدد آياته، ولكن السؤال الذي يدور بشكل كبير هو  عن سبب عدم ترتيبه بنزول السور وهذا هو ما سوف نتعرف عليه من خلال موقعنا الإلكتروني المحبوب والمتميز اليوم فتابعونا وابقوا معنا للمزيد من التفاصيل والله ولي التوفيق وهو المستعان.

لماذا لم يتم ترتيب القرآن الكريم حسب النزول؟

  • يجوز على القارئ لسور القرآن الكريم أن يقوم بتلاوة السور على حسب نزولها في حالة مراعاته لأحكام الاستعاذة والبسملة، ولكن إن المستحب والمستحسن أثناء تلاوة آيات وسور القرآن الكريم أن يتم قراءتها بحسب ترتيب السور والآيات المتواجدة في المصحف المرتل.

السبب في قراءة آيات وسور القرآن الكريم بطريقة ترتيبه

  • من المستحب والجيد لمن يتلو القرآن الكريم أن يبدأ في تلاوة السور كما هي موجودة في المصحف المرتل الشريف بالترتيب؛ نظراً لتدبر سياق سور وآيات القرآن الكريم واتباعاً للهدي النبوي الشريف وحتى يتمكن القارئ من التماس الهدايات القرآنية والحكم الربانية التي ذكرت فيه، وبالتالي يتحصل على المعلومات المقصودة عند القراءة بسلاسة ويسر ومن دون أي مجهود.
  • ولم يكن نزول آيات وسور القرآن الكريم دفعة واحدة بل كانت بناء على عدة أحداث متسلسلة، ولم يكن ترتيبها في المصحف متسلسلاً على حسب التاريخ الذي نزلت فيه، وقد جعله الله عز وجل محفوظاً ومكتوباً في اللوح المحفوظ ومرتب على قدر الله عز وجل.

أسباب نزول الآيات والسور

  • لقد كان نزول الآيات والسور في القران الكريم نتيجة مراعاة المناسبات والأحداث أو ليتم التعقيب على ما تم القيام به من غزوات فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم:” وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا”.
  • فبحسب ما كان يحدث من أحداث تتناسب مع الدعوة النبوية تم نزول الآيات والسور من القرآن الكريم، كما أن العديد من العلماء قد أجمعوا على التوفيق من جانب الله عز وجل بخصوص ترتيب آيات وسور القرآن الكريم فلا يوجد أي اجتهاد أو تدخل من جانب البشر في هذا الموضوع، حيث كان الشكل والترتيب المتواتر في المصحف إلينا كما نزله الله عز وجل على النبي محمد صلى الله عليه والذي أنزله بالوحي سيدنا جبريل عليه السلام.
  • حيث كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتلقى الوحي من سيدنا جبريل عليه السلام ويأمر الكتبة بكتابة الآيات المنزلة عليه، وبنفس الشكل والترتيب الذي علمه إياه سيدنا جبريل عليه السلام في اللوح المحفوظ وهناك العديد من الأدلة التي تؤكد ذلك حيث روي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال:” كُنَّا عِندَ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- نؤلِّفُ القرآنَ منَ الرقاعِ” الأمر الذي يؤكد على كتابة القرآن الكريم على الرقاع والجلد تجريد النخيل، والمقصود بلفظ نؤلف هنا بمعنى نجمع ونكتب.
  • كما أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال:” قُلتُ لِعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ: “وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا”، قَالَ: قدْ نَسَخَتْهَا الآيَةُ الأُخْرَى، فَلِمَ تَكْتُبُهَا أوْ تَدَعُهَا؟ قَالَ: يا ابْنَ أخِي، لا أُغَيِّرُ شيئًا منه مِن مَكَانِهِ، وهنا يتأكد للجميع أن ما يقال يتم كتابته كما هو دون تحريف أو تغيير في كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

وبذلك فقد تعرفنا على السبب وراء عدم ترتيب آيات وسور القرآن الكريم بحسب نزوله وإنما بالترتيب الذي علمه الوحي سيدنا جبريل عليه السلام إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأرجو أن يكون مقالي هذا قد نال إعجاب حضراتكم ولكم مني كل الشكر والتقدير والاحترام على حسن المتابعة.