هل يجوز تربية الكلاب الصغيرة في الإسلام؟ وهل يُعد الكلب نجس؟ فالكلاب تعتبر من الحيوانات الأليفة التي يعشقها العديد من الأشخاص ويحبون تربيتها من جميع أنحاء العالم، ولكن في الدين الإسلامي جاءت عدة ضوابط شرعية تحكم المسلمين في أفعالهم؛ لذلك عن طريق موقع القمة سوف نتحدث حول مسألة تربية الكلاب الصغيرة.

هل يجوز تربية الكلاب الصغيرة في الإسلام

هل يجوز تربية الكلاب الصغيرة في الإسلام

في حال رغب المسلم أن يقوم بتربية كلاب صغيرة بالتحديد، فيجب الاهتمام بما ورد في الشريعة الإسلامية بخصوص تربية الحيوانات الأليفة، فيتساءلون حول هل يجوز تربية الكلاب الصغيرة في الإسلام، ووردت الإجابة عن السؤال في السنة النبوية الشريفة فيما يلي:[1]

  • روى أبو هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا، ليسَ بكَلْبِ صَيْدٍ، ولا غَنَمٍ، نَقَصَ مِن عَمَلِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطٌ” (صحيح مسلم).
  • روى عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – عن نبي الله محمد – صلى الله عليه وسلم – وقال: مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضارِيًا لِصَيْدٍ أوْ كَلْبَ ماشِيَةٍ، فإنَّه يَنْقُصُ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ” (صحيح البخاري).
  • ذكر الشافعي – رضي الله عنه – في كتابه “المختصر” أنه لا يجوز اقتناء الكلب إلا للصيد أو كلب ماشية أو حرث سواء صغير أو كبير.
  • روى أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال:لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولا تَصاوِيرُ” (صحيح البخاري).

اقرأ أيضًا: هل الكلب نجس ويبطل الوضوء

هل يُعد الكلب نجس؟

في إطار الحديث حول إجابة سؤال هل يجوز تربية الكلاب الصغيرة في الإسلام، فلا بد من توضيح أن العديد يتساءل حول كون الكلب نجس أم لا، فاجتهد العلماء في الإجابة عن هذه المسألة، وجاءت آراؤهم على النحو الآتي:[2]

  • قال الإمام النووي في كتابه “المجموع”: (مذهبنا أن الكلاب كلها نجسة المعلم وغيره الصغير والكبير وبه قال الأوزاعي وأبو حنيفة وأحمد وإسحق وأبو ثور وأبو عبيد وقال الزهري ومالك وداود هو طاهر وإنما يجب غسل الإناء من ولوغه تعبدًا وحكي هذا عن الحسن البصري وعروة بن الزبير).
  • جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [سورة المائدة: 4].
  • روى عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: كَانَتِ الكِلَابُ تَبُولُ، وتُقْبِلُ وتُدْبِرُ في المَسْجِدِ، في زَمَانِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يَكونُوا يَرُشُّونَ شيئًا مِن ذلكَ” (المصدر: صحيح البخاري).

كيفية تطهير الجسد والملابس من نجاسة الكلب

بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز تربية الكلاب الصغيرة في الإسلام، فمن المهم توضيح أن الكثير من الأشخاص يحاولون أن يحللوا أمر تربية الكلاب نظرًا لحبهم الشديد لهم، ولكن لعاب الكلب يُعد مصدرًا رئيسيًا لنجاسته، ويمكن تطهير الجسد والملابس منه بما يلي:

  • ذهب الحنابلة والشافعية حول أنه من الأفضل أن يقوم المسلم بالتطهير باستعمال التراب في الغسلة الأولى.
  • رأي الحنفية أنه يجب الغُسل 3 مرات دون تراب، والأفضل هو اتباع رأي الأغلب وهو الشافعية لما تيسر له.
  • في حال عدم التيسير فيجوز اتباع رأي مذهب الحنفية والغُسل ثلاث مرات.

اقرأ أيضًا: حكم اقتناء الكلاب في المذاهب الأربعة

أضرار تربية الكلاب

إن الله – سبحانه وتعالى – لا يُبيح شيء إلا وكان من ورائه منفعة، ولا يُحرم شيء إلا وبه ضرر على الإنسان؛ لذا سوف نعرض الأضرار التي تنتج عند تربية الكلاب، وهي تأتي على النحو الآتي:

  • تُسبب الكلاب مرض فيروسي للإنسان يُسمى بداء الكلب، وتتم الإصابة به عن طريق لعابه.
  • ينتج عن الإصابة بداء الكلب موت الإنسان، وهذا انتشر في قارتي آسيا وأفريقيا
  • تُسبب الكلاب مرض يُعرف بـ “الأكياس المائية في الرئة” وهذا يتم الإصابة به من خلال فضلات الطعام المتبقية وراء الكلب.
  • لمس الكلب واللعب معه ينتج عنه العديد من الأضرار على الإنسان؛ لهذا حث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على نظافة كل ما يقوم بلمس الطلب عبر الغُسل بالتراب والمياه.
  • إصابة الإنسان بالدودة الشوكية، وهي تحدث نتيجة تناول طعام ملوث بفضلات الكلاب التي تحمل البيض الخاص بالدودة.

تُعد تربية الكلاب في الشريعة الإسلامية من الأمور المُحرمة، وأجمع العلماء على أن تربيتها يكون بغرض الحراسة أو مراقبة الحيوانات الأخرى فقط، بجانب تحريم بيع الكلاب مقابل مبلغ من المال بل يتم إعطاءها مجانًا.