هل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقه الأولى؟ أم يجب وجود شهود وعقد جديد؟ الكثير من الأزواج يسألون هذا السؤال لمعرفة أحكام إرجاع الزوجة بعد الطلاق، ووضع الإسلام العديد من المعايير التي يجب أن يتبعها المسلمون في علاقتهم، وذلك لتيسير العلاقات بين الناس وجعل المجتمع بحال أفضل وأكثر استقرارًا، واليوم عبر موقع القمة نتعرف على بعض تلك الأحكام والمعايير وأضرار عدم الالتزام بها.

هل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقه الأولى

هل يجوز إرجاع الزوجه بعد الطلقه الأولى إجابة هذا السؤال تكمن في نقطة واحدة فقط وهي “العدة” فإذا ما زالت الزوجة في أيام العدة فيجوز إعادتها بدون شهود، ويتم الإرجاع بطريقتين الأولى بالجماع أو بقول كلمة ارجعتك أو أمسكتك، وينطبق هذا الحكم على الطلقة الأولى والثانية، ولكن لا يسري على الطلقة الثالثة، ففي الأخيرة يجب أن تنكح من رجل آخر.[1]

ونص القرآن على هذه الأحكام في سورة البقرة حيث قال الله تعالى: {لطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} [البقرة: 229].

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العيد منفردا

حكم إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود

حكم إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود

يجوز إعادة الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود ولكن الأفضل أن يكون بشهود، ولكن إذا مرت فترة العدة يجب إتمام الزواج بعقد جديد، ويجب تحقيق الشروط الآتية:

  • الشهود.[2]
  • الشروط.
  • المهر الجديد.

فوائد الإشهاد على إرجاع الزوجة 

اختلف علماء المسلمين على ضرورة وجود الشهود في حالة الرجوع قبل العدة في الطلقة الأولى والثانية، وهل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقه الأولى بدون شهود أم لا، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [سورة الطلاق: 2].

رأي العلماء ينقسم إلى قسمين الأول يفيد بوجوب وجود شهود والثاني يفيد بأنه فقط مستحب وليس يقع محل الأحكام الواجبة، ووجود الشهود على العودة له العديد من الفوائد ولكنها أهمها هي معرفة مجموعة من الناس بعدد الطلقات وتذكير الزوج بها، بالإضافة إلى تجنب إنكار الزوجة هذه الرجعة، وإمكانية الصلح بين الزوجين والحرص على عدم تكرار الخلاف مرة أخرى.

شروط على الزوج لإرجاع الزوجة

إذا كنت تسأل عن هل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقه الأولى فنعم يجوز، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب توافرها في الرجل قبل إمكانية الرجوع إلى زوجته، والشروط هي:

  • يكون الزوج ذو أهلية: أي تتوافر فيه هذه الصفات، وهي: بالغ عاقل فالرجعة لا تجوز لسكران أو مجنون أو صبي، لأنهم لا يملكون الإرادة الكاملة.
  • أن يشرع في الرجوع فعلا.
  • ألا تكون الرجعة بعد الطلقة الثالثة.
  • أن تكون صيغة الرجوع واضحة ومباشرة.

ما لا يشترط في الرجعة بعد الطلاق

هناك بعض الأمور التي لا يشترط القيام بها لتكون الرجعة صحيحة، وهي:

  • لا يلزم إرضاء الزوجة في رجعة البائن، فالرجعة من حق الزوج فقط وهذا في قوله تعالى: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} [البقرة: 228].
  • عدم اشتراط معرفة الزوجة ولكن الأفضل إعلامها، فهو أمر مندوبًا.

حكم الرجعة بعد الطلاق

الأصل في الرجعة هو حكم الإباحة ولكن توجد بعض الحالات التي يختلف فيها آراء المفسرين وعلماء المسلمين، ونوضح هذا الاختلاف في السطور القادمة، وهي:

  • واجبة: إذا قام الرجل بتطليق زوجته طلقة واحدة، وهذا استنادًا إلى الحديث الشريف الآتي: عن ابنِ عمرَ أنَّهُ طلَّقَ امرأتَهُ وهيَ حائضٌ فسأل عمرُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: مُرْهُ فليُراجعها ثم ليُطلِّقها طاهرًا أو حاملًا [المصدر خريج المسند لشاكر]، وهذا ما أقرته المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة
  • مندوبة: هذه الحالة تقع عندما يكون هناك أطفال، لذلك يفضل الرجوع لإعلاء مصلحة الأطفال أولًا وتربيتهم في بيئة صالحة وخالية من المشكلات والفرقة.
  • محرمة: تحرم الرجعة إذا كان نوى الرجل إصابة المرأة بالضرر بأي شكل من الأشكال، لأن هناك رجال يقومون بإعادة المرأة قبل إنتهاء العدة الأولى بأيام قليلة، ثم تطليقها مرة أخرى لتبدأ عدة جديدة، وهذا محرم تمامًا، وهذا رجوعًا إلى قولى تعال: { إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [سورة البقرة أيه 231].
  • مكروهة: تكره الرجعة إذا كان ينوى الزوج على إعطاء الزوجة جميع حقوقها المادية والمعنوية، والمعاملة بالإحسان، وفى هذه الحالة تكره الراجعة.
  • مباحة: وهو حكم الأصل في إعادة الزوج زوجته، ولم يحدث ما يمنع ذلك.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاحتفال بعيد الأم

أنواع الرجعة بعد الطلاق

تختلف أنواع الطلقات بحسب عددها، فتختلف الطلقة الأولى والثانية عن الثالثة، والنوع يؤثر في العديد من التشريعات، وأنواع الطلقات هي:

  • الرجعة من الطلاق الرجعي: وهي الطلقة الأولى والثانية وما دمت السيدة في فترة العدة، يجوز إرجاعها.
  • الرجعة من طلاق بائن بينونة صغرى: وهي متعلقة بمن طلق زوجته طلقة أولى وطلقة ثانية وانتهت فترة عدتها.

هكذا وضع الله تشريعًا لكل حالة ومرحلة يمكن أن يمر بها الشخص المسلم، ويجب على المسلمين السؤال والبحث ومعرفة الشرائع والأحكام التي يلتزمون بها أمام الله، لكيلا يتركبوا فحشاء أو منكر.