هل يجوز طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي؟ وما حُكم طلب الطلاق لكثرة المشكلات؟ حيث يتعرض عدد كبير من الأزواج إلى بعض المشكلات الحياتية التي لا يرون لها حلًا سوى الطلاق، وهو ما يجعلهم مهتمون بمعرفة رأي الدين والشرع في ذلك قبل اتخاذ أي خطوة تجاه هذا الأمر، وبُناءً عليه نعرض من خلال موقع القمة توضيح مهم للغاية لكل من يرغب في الطلاق بسبب الضرر النفسي.

هل يجوز طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي

من بين الأسباب الأشهر التي أصبح الطلاق هو الحل الوحيد لها في نظر الزوجين بالوقت الحالي هي الأضرار النفسية التي قد تقع على المرأة أو الرجل في الحياة الزوجية.[1]

ولكن قد لا ينوه عنها أي طرف عند طرح السؤال فالبعض قد تتلخص المشكلات النفسية له في عدم قيام المرأة بواجباتها، ويخشى في ذلك الوقوع بما يُغضب الله سبحانه وتعالى وزوجات يقع عليهن الضرر النفسي في سب الزوج أو عدم التفاهم والذي ينتج عنه كراهية.

بُناءً عليه أجابت دار الإفتاء عن هذه الحالات موضحة أن الطلاق ليس الحل الأمثل، ولكنه أبغض الحلال عند الله، كما أوضحت أنه ما نهى عنه الشرع، ولكن في حال قد وصل الحال بها إلى عدم قدرتها تلبية حقوقه الزوجية فلا حرج عليها في ذلك.

ولكن مُستحب للمرأة الصبر على زوجها والعمل على تقويمه قدر المستطاع، ولا تتجه إلى ما نهى عنه الشرع، وذلك استنادً إلى الحديث النبوي الشريف:

عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ” [المحدث: الألباني].

فالضرر النفسي ليس كالضرر الجسدي الواقع عليها حال كان من الرجال الذين يهينون زوجاتهم او ما شابه، وعليها في ذلك تدبر أمرها جيدًا وخاصةً حال وجود الأطفال.

فقد أشار المفتي في الفتوى إلى أن نظر المرأة إلى حال أولادها بعد الطلاق والانفصال عن الزوج إذا حدث بتمعن سيوجب عليها التغاضي عن ضررها النفسي، فقد تكون سببًا في المستقبل بإنهاء حياة أبنائها المستقرة، فتكون قد فعلت ما نهى عنه الشرع وكذلك أنهت حياة أبنائها.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العيد منفردا

أنواع الضرر المباح به الطلاق

أنواع الضرر المباح به الطلاق

في توضيح رأي دار الإفتاء بالإجابة عن هل يجوز طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي أوضحت كذلك الحالات التي تُسمى بالضرر، والتي يجوز للمرأة بها الطلاق، وهي:

  • الضرر النفسي الناتج عن عدم أخذ حقوقها الشرعية دون سبب من الزوج.
  • الضرر الناتج عن السب والشتم.
  • الضرر الناتج عن ضربها، وهُنا يكون نفسي وجسدي.

في هذه الحالات يحق للزوجة الطلاق وأخذ حقوقها كاملة، ولكن في حال كان الضرر النفسي ناتج عن أي سبب آخر بخلاف ما ذُكر يكون عليها توضيح سببها تفصيلًا لأهل العلم من أجل إرشادها إلى الصحيح الذي يجب عليها الالتزام به حال كانت ترغب في السير على نهج الشرع وما يحلله للمسلم وما يحرمه.

حكم تطليق الزوجة لعدم الراحة النفسية

من أشهر الحالات التي تلقتها دار الإفتاء المصرية السؤال عن حكم تطليق الزوجة بسبب عدم الراحة النفسية، فقد أوضحت دار الإفتاء أنه للرجل أحقية في فعل ذلك مثل المرأة تمامًا.

خاصةً في حال كان يخشى ألا يعاشرها بالمعروف، وهنا يكون قد منعها من أخذ حقوقها الشريعة، وبالتالي يتحول صبره إلى عقاب من الله عما يفعله وعن حق زوجته الذي قد نهبه.

لكن في حال كان قادرًا على الصبر عليها ومعاشرتها بالمعروف فهو الأولى عليه القيام به، وذلك امتثالًا إلى قول الله تعالى في آياته بالكتاب العزيز: بسم الله الرحمن الرحيم (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [سورة النساء، الآية 19].

وقد برروا بهذه الآية أنه لعل الله يرزقهما ولدًا يكون سببًا في هدايتهما، ويكون الولد الصالح سببًا في المحافظة على البيت من الهدم، وواجب علينا جميعًا كمسلمين العمل بما أمرنا الله به في كتابه العزيز.

الأسباب الشرعية لطلب الطلاق

أوضحت دار الإفتاء في الرد على هل يجوز طلب الطلاق بسبب الضرر النفسي الأسباب الشرعية التي تستطيع المرأة من خلالها طلب الطلاق من زوجها، وفي الالتزام بها تكون قد التزمت بما أمرها به الدين والشرع، وفيما يلي سنوضحها بالكامل:

1- عجز الزوج عن تقديم حقوق الزوجة

عدم قدرة الزوج على تلبية احتياجات زوجته سواءً كانت المادية من البخل الشديد أو الحقوق الشرعية الواجبة عليه في الحياة الزوجية يحق للمرأة بها طلب الطلاق من زوجها.

كما أن للمرأة في هذه الحالة الخيار، والطلاق ليس هو الحل، بل يوجد أمامها طريق آخر وهو الصبر على زوجها حال كان لديها القدرة على ذلك، فالصبر والفراق حلان على المرأة الاختيار من بينهما.

2- إهانة الزوج للزوجة

الإهانة لها عدة أشكال، فيمكن أن تكون بالسب ويمكن أن تكون بالضرب ولها الكثير من الأشكال الأخرى التي يمكن للرجل اتباع هذا السلوك من خلالها.

أما في حال كان للمرأة نظرة في الزوج بهذه الحالة من حيث التغير في المستقبل إلى الأفضل فيكون عليها الصبر قليلًا، وخاصةً حال قد صدر منه هذا الفعل بشكل استثنائي وقدم لها المبررات التي منحتها أمل عدم تكرار الأمر ثانيةً، فليس الطلاق هو الحل الأمثل في هذه الحالة.

3- الضرر بسبب سفر الزوج

وضع الإسلام في هذه الحالة بعض القيود الواجب على المرأة الالتزام بها في حال كانت ترغب في الطلاق بسبب سفر الزوج، فإذا سافر زوجها أكثر من 6 أشهر وكانت تخاف على نفسها من الفتنة فيحق لها في هذه الحالة طلب الطلاق.

4-  الحبس والتضرر من الفراق

أيد المذهب المالكي هذه الحالة إذا كانت المرأة ترغب في الطلاق بها، وهي أن يكون قد حُبس زوجها لفترة طويلة وقد تضررت بهذا الحبس، والتفريق هنا مُباح لها، إلا في حال كانت قادرة على الصبر لحين الإفراج عنه.

5- العيب المستحكم

من العيوب المستحكمة التي تُبرر للزوجة الطلاق من زوجها العقم، عدم مقدرة الزوج على الوطء، أو إصابة الزوج بالمرض الخطير المنفرد والذي يجعلها غير قادرة على معاشرته، فإما يكون عليها الصبر والثبات لحين الشفاء والتخلص من عيبه أو الطلاق حال كانت على علم أنها لا تقدر على الصبر، ويكون مُباح ولا إثم به.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاستغفار للميت

6- الفسوق والكبائر

الفسوق باب من الأبواب التي تأخذ بالزوجين إلى الطلاق فإذا قد فعل الزوج المعاصي يحق لزوجته في هذه الحالة طلب الطلاق منه، وعليه تنفيذه دون المكابرة في ذلك، وفي حال قد أبى الزوج في هذه الحالة يجوز لها اللجوء إلى القضاء من أجل القيام بدور التفريق بينهما.

إلى أن يحدث الطلاق الذي ترغب به الزوجة حال الضرر النفسي يتوجب عليها طاعة زوجها واحترامه، فقد تُتاح لها الفرصة في هذه الفترة التغيير منه إلى الأفضل، وهنا قد لا يكون لديها حاجة للطلاق.