هل يجوز رسم الحواجب في رمضان؟ وهل يبطل الصيام أم لا؟ حيث نجد أن الكثير من الفتيان اعتدن على استخدام مستحضرات التجميل بمختلف أنواعها، لذلك نجد مثل تلك الأسئلة تخطر للمرأة المسلمة خوفًا من فعل ما يوقعها في الخطأ في شهر رمضان الكريم، ومن خلال موقع القمة سوف نتحدث عن رسم الحواجب وما هي الضوابط التي لا بد من اتباعها.

هل يجوز رسم الحواجب في رمضان

هل يجوز رسم الحواجب في رمضان

مع اقتراب شهر رمضان تبحث المرأة عن الأمور التي لا تجوز حتى تزهد عنها، فشهر رمضان هو شهر عبادة وطاعة لله، وزهد عن أمور الدنيا التي قد تحملنا الذنوب دون علم منا، وبناء على رغبة المرأة في أن تظهر بصورة حسنة قد تلجأ إلى رسم الحواجب.[1]

فهل يجوز رسم الحواجب في رمضان؟ للرد على ذلك السؤال فمن الجدير بالذكر أن رسم الحواجب من الأمور الجائزة في شهر رمضان، كما أنها لا تفسد الصوم أو تبطله، ولكن جواز رسم الحواجب يتحدد بعدد من العوامل التي تتحكم في جواز الأمر من عدمه، ومن تلك الحالات نذكر ما يلي:

1- حالات يجوز فيها رسم الحاجب

هناك بعض الحالات التي تكون الإجابة على سؤال هل يجوز رسم الحواجب في رمضان أو حتى بشكل عام هي أجل يجوز وهي كما يلي:[2]

  • في حالة رسم الحواجب باستخدام أقلام الكحل أو من خلال استعمال مستحضرات التجميل فإنه يجوز لأن الرسم سرعان ما يزول.
  • كذلك فإن رسم الحاجب باستخدام الحناء من الأمور التي لا حرج فيها على الإطلاق، كما أن الحناء لا تمنع نفاذ ماء الوضوء.
  • أيضًا فإنه يجوز صبغ الحواجب طالما سوف يجملها أكثر، ولكنه لا يجوز تغيير الشيب بالسواد ولقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك.

اقرأ أيضًا: ما حكم تنظيف الحواجب بدون نمص؟

2- متى لا يجوز رسم الحاجب

استكمالا للرد على سؤال هل يجوز رسم الحواجب في رمضان، نجد ان هناك بعض الحالات التي لا يجوز فيها رسم الحواجب في رمضان أو غير رمضان فهو لا يجوز بصفة عامة بل ينتقل الأمر إلى الحرمانية ويتمثل ذلك فيما يلي:

في حالة رسم الحاجب بالوشم، فإن المرأة في تلك الحالة قد وقعت في إثم عظيم، فإن الوشم يعد كبيرة من الكبائر التي حرمها الله ورسوله كما لعن فاعلها.

فعن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ ما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللَّهِ” [صحيح البخاري].

من خلال الحديث الشريف نستدل على أن رسم الوشم في الحاجب من الأمور المحرمة التي لا تجوز على الإطلاق أن تفعلها المرأة المسلمة، وذلك لأن الله قد توعد للمرأة التي تقوم بذلك باللعن والمقصود بها الطرد من رحمة الله ومن جنته.

ما هي ضوابط رسم الحاجب في شهر رمضان

بعد الرد على سؤال هل يجوز رسم الحواجب في رمضان، فلا بد من أن تعلم المرأة ما هي الضوابط التي تجعل رسم الحاجب في رمضان يجوز، ولقد أتت تلك الضوابط كما يلي:

1- أن تتزين للزوج

هناك الكثير من الفتيات يغفلن عن تلك النقطة ويقعوا في خطأ أنهم يبدين زينتهن لغير بعولتهن وذلك لا يجوز كما أن الله قد حرم ذلك.

قال الله سبحانه وتعالى:

{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

لذلك إذا أرادت المرأة أن تقوم برسم حاجبها أو وضع أي مستحضرات للتجميل لا بد من أن تضعها بغرض الزينة أمام زوجها ومحارمها فقط، كما أنه لا بد من أن تستخدم أدوات يسهل إزالتها، ولا يجوز لها أن تخرج على الشارع بهذه الزينة.

كذلك على المرأة أن تزيل ما رسمته قبل الوضوء وذلك لأن بعض مستحضرات التجميل تكون عازلة للمياه او انها تمنع وصول الماء وذلك يبطل الوضوء.

أما في حالة استخدام الحناء فإن الحنة ليست عازلة للماء ولا تبطل الوضوء ولكن لا يمكن للمرأة أن تخرج من المنزل دون أن تقوم بتغطيتها، فلا يجوز التزين للأجانب.

اقرأ أيضًا: ما حكم إزالة شعر الحاجبين؟

2- عدم تغير شكل الحاجب

لا يجوز أبدًا ان تقوم المرأة بتغير شكل حاجبها فإن ذلك يقع تحت بند النمص، ولقد لعن الله ورسوله النامصة والمتنمصة، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: لعنَ رسولُ اللَّهِ النَّامصةَ والمتنمِّصةَ [غاية المرام].

كما أن هناك بعض النساء يقومون بإزالة الحاجب بأكمله ورسمه بدلًا من ذلك ولكن ذلك أمر لا يجوز على الإطلاق كما أنه أمر غير محمود وذلك لأنه يعتبر تغيير لخلق الله عز وجل.

كذلك فإنه يعد امتثالًا لأوامر الشيطان الرجيم، فقد قال الله سبحانه وتعالى:

{وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} [النساء: 119].

3- أن يكون الرسم يحقق الغرض من التجميل

عندما تقوم المرأة برسم حاجبها فعليها أن تقوم بذلك لأنه يزيد جمالها حسن وجمال على جمال وأن تكون لمسة تزيد، فلا يجوز أن تقوم بفعل يقبحها، كما أنه لا يجوز للمرأة أن ترسم حاجبها إذا لم يرغب زوجها في ذلك، وعليها عدم تكرار ذلك إذا لم يرغب زوجها في ذلك.

بذلك فإن وضع الكحل أو الحناء أو أي من الألوان المستخدمة في الزينة لا بأس بها طالما مضبوطة بالضوابط الشرعية التي حددها الله سبحانه وتعالى، وعلى المرأة أن تتجنب النمص والوشم لأنهم من الأمور التي تغير من خلق الله سبحانه وتعالى وهو ما يجعلها ملعونة عند الله.