هل يجوز قراءة القرآن بدون صوت؟ وهل الإسرار في القرآن أفضل أم الجهر؟ فجميعًا يحتاج إلى هدوء النفس والاندماج مع القرآن في قرارة النفس، وبُناءً عليه تلقت دار الإفتاء عدد كبير من التساؤلات بشأن قراءة القرآن في النفس دون صوت عالي، وهو ما سنعرضه من خلال موقع القمة فيما يلي، مع توضيح آراء الكثيرين في ذلك.

هل يجوز قراءة القرآن بدون صوت

أشار عدد كبير من المفتين عن حُكم الدين في قراءة القرآن دون صوت، موضحين أن القراءة دون تحريك اللسان لا تُعد قراءة للقرآن وإنما هي تدبر له ولمعانيه، وهي باب من أبواب أخذ الثواب، حيث يؤجر عليها المُسلم خير الأجر والثواب.[1]

لذا وبُناءً على هذه الفتوى ننصح المسلمين عند قراءة القرآن بتحريك اللسان والشفاه بالقدر الذي يستطيع من خلاله سماع القارئ نفسه لآيات القرآن الكريم.

نود توضيح أمر مهم للغاية في هذه الفتوى، وإجابة الشيخ عنها، فقد قال إن هذا النوع من القراءة هو القراءة القلبية للقرآن، والتي يقرأ بها المسلم آيات الله بتدبر وتمعُن، وفي بعض الأحوال يكون من الأفضل له عدم الاكتفاء بذلك، ولا بُد من رفع صوته قليلًا لكي يأخذ الثواب الأكبر والأعظم عند الله.

اقرأ أيضًا: هل يجوز ذبح العقيقة قبل اليوم السابع

الإسرار في القرآن أفضل أم الجهر

الإسرار في القرآن أفضل أم الجهر

من بين التساؤلات التي أشار نحوها الكثير من المُسلمين والذي أصروا على معرفة حُكم الدين بها هي الإسرار في القرآن أو الجهر به، فقد أجابهم أحد المفتين قائلًا أن الإسرار في قراءة القرآن أفضل بكثير.[2]

مُبررين بذلك أنها أفضل دلالة على إخلاص القلب والنفس لله تعالى، وبها يبتعد الإنسان عن الرياء، فهو لا يفعل ذلك إلا من أجل التقرب إلى الله، وفقط من أجل أخذ الثواب مُتمنيًا الجنة والمغفرة.

استدلوا في ذلك بقول عُقبة بن عامر “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجاهرُ بالقرآنِ كالجاهرِ بالصَّدقةِ والمُسِرُّ بالقرآنِ كالمُسِرُّ بالصَّدقةِ” [المحدث: الألباني].

في شرح الحديث قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمدح فيمن يقرأ القرآن سرًا عمن يقرأه جهرًا، والجهر يعني قراءة القرآن بصوت مرتفع أمام الناس، وشبهه بمن يُعلن بفعله للصدقة أمام الناس جميعًا.

أما الإسرار يعني قراءة القرآن بصوت منخفض لا يسمعه إلا النفس، وهذا في تدبر وحُب وتقرب من الله سبحانه وتعالى، وبه دلالة على رغبة المُسلم بأخذ الثواب كاملًا لا من أجل أن يُعلن للناس عن القرابة من الله، فهذا الفعل يكون به رياء.

يتبين من الحديث من حيث التدبر أن الإسرار أفضل، ولكن الجهر يكون أفضل في حالة واحدة فقط وهي ألا يتأذى منه من حوله بقراءته، وبالتالي فإنه يُشارك الثواب مع غيره ممن يسمعون القرآن الكريم ويتدبرونه كذلك معه، على أن يكون على عِلم كافي بأحكام التجويد التي تجعله يقرأ القرآن بطريقة سليمة لا أخطاء بها.

كذلك في حال كان الجهر مُترتبًا عليه مصلحة على المُسلم ومع من حوله من أهله وأحبته فيكون أولى وأفضل من الإسرار، وتكون هُنا هذه الناحية هي الأفضل بالكثير عن غيرها، ويتوجب عليه في هذه الحالة أن يُتم كافة جوانب القرآن وكيفية قراءته بشكل صحيح، وضرورة إخلاص نية القراءة لله سبحانه وتعالى.

حكم قراءة القرآن الكريم دون تحريك الشفاه واللسان

هذا الشكل نوع من أنواع القراءة في إسرار، فهناك بعض القارئين الذين يستعينون بقراءة القرآن سرًا ولكن مع تحريك الشفاه واللسان، والبعض من الأشخاص الآخرين يقرأون القرآن سرًا دون تحريك الشفاه أو اللسان.

النوع الثاني والذي يتم دون تحريك الشفاه واللسان هو الشكل غير الصحيح لقراءة القرآن، فهو لا يُعد قراءة على الإطلاق، بل هو مُجرد تدبر وتذكر للقرآن الكريم، وأشار في ذلك إلى أنه لا يوجد من الناس من يستطيع التأكد من أخذ ثواب أفعاله بشكل كامل، ولا أحد يعلم أمور الغيب.

كذلك لا يوجد ما يدل على أن القراءة جهرًا واجبة على الجميع، ولكن استنادً واحياءً للسُنة النبوية الشريفة فإنه من الأفضل الاستعانة بالجهر في قراءة القرآن.

حكم قراءة القرآن في القلب

القراءة بالقلب من أنواع قراءة القرآن التي يعتد بها الكثير من قارئي القرآن الكريم، ولكنها ليست الطريقة الأفضل التي يمكن للجميع القيام بها، وقد أجابت دار الإفتاء على كافة التساؤلات التي تدور حول أشباه هل يجوز قراءة القرآن بدون صوت.

ومنها الفتوى التي أجابت بها عما أجر قراءة القرآن بالقلب وقالوا إنها عمل صالح، ويؤجر عليه الإنسان بالشكل الذي يرى به الله سبحانه وتعالى ما يناسب القارئ، ولكن لا علاقة بهذه القراءة بالذكر.

أي أن من يقرأها يأخذ ثوابًا من الله سبحانه وتعالى ولكنه لا يُحتسب ضمن الذاكرين القارئين للقرآن الكريم، وليسوا ممن يترتب لهم الأجور الموعودة على قراءة القرآن.

لذا فليس كل من يختم القرآن يُعد خاتمًا له، ولا بُد أن يكون مزيج بين القراءة والتدبر والعمل الصالح لكي يجازيه الله سبحانه وتعالى على ما يفعله خير الجزاء.

هل رفع الصوت في قراءة القرآن واجب

مثلما يوجد من يتساءلون عن هل يجوز قراءة القرآن بدون صوت يوجد من يرغبون في معرفة حكم من يرفع صوته بقراءة القرآن، وهنا جاءت إجابات دار الإفتاء من قِبل عدد من المفتين موضحة الآتي.

قراءة القرآن بصوت عالي ليست واجبة على من يقرأه ولكن قراءتها سرًا أفضل بكثير من ذلك، ونصحت السائل بأن يتدبر معاني القرآن الكريم بالقراءة في هدوء وسر دون علن.

والسر هُنا لا يعني الاكتفاء بتحريك الشفاه، وإنما يكون بقراءة القرآن بالهمس، مع تحريك اللسان والشفاه، فهو يُعد من آداب قراءة وتدبر القرآن الكريم، وكان ذلك خير الرد الذي يُمكن الأخذ به لمن يتساءل عن هل يجوز قراءة القرآن بدون رفع الصوت.

حُكم النظر إلى المصحف بدون صوت الإمام ابن باز

على الموقع الرسمي للإمام ابن باز وردًا على فتوى جواز قراءة القرآن الكريم بدون صوت أجاب موضحًا أن قراءته بدون صوت لا مانع منها والتي تندرج تحت مُسمى النظر إلى القرآن الكريم، ولكن ليس لها ثواب القراءة، فلا يتمتع المسلم بفضل قراءة القرآن الكريم إلا إذا قد قرأه بالفعل وتدبره.

اقرأ أيضًا: هل يجوز شرعًا الرضاعة أثناء الحمل

طبقات الذِكر بين الناس

فقي الإجابة عن هل يجوز قراءة القرآن بدون صوت نوضح ما قاله الشيخ ابن تيمية رحمه الله عن طبقات الناس في الذكر، وقال إنهم 4 طبقات، وهم:

الأولالذِّكْرُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَهُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ
الثانيالذِّكْرُ بِالْقَلْبِ فَقَطْ، فَإِنْ كَانَ مَعَ عَجْزِ اللِّسَانِ فَحَسَنٌ، وَإِنْ كَانَ مَعَ قُدْرَتِهِ فَتَرْكٌ لِلْأَفْضَلِ
الثالثالذِّكْرُ بِاللِّسَانِ فَقَطْ، وَهُوَ كَوْنُ لِسَانِهِ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ
الرابععَدَمُ الْأَمْرَيْنِ وَهُوَ حَالُ الْخَاسِرِينَ

يتبين من خلال الإجابة عن هل يجوز قراءة القرآن بدون صوت أن الأفضل للمُسلم أن تكون قراءة القرآن بالهمهمة، وهي أقل الدرجات التي يمكن بها القراءة، ولكن القراءة دون تحريك اللسان والشفاه لا تُعد قراءة بل تدبر.