يحتار العديد من المسلمين في الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال، حيث إنه يكثر الخلط بينهما، وبالتالي يرغبون في معرفة جميع الفروق الموجودة بينهما، والزكاوات لها العديد من الأنواع وزكاة المال وزكاة الفطر من ضمنهم أيضًا؛ لذلك عن طريق موقع القمة سنعرض كافة الفروق بين هذين النوعين من الزكاة بالتفصيل.

الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال

إن الدين الإسلامي كفل للمحتاجين مبلغًا من مال المسلمين، والذي يساعده على حياته؛ لذلك شرع الإسلام وجعلها ركن من أركانه الخمسة، أي لا يكتمل إسلام الشخص إلا بها، ولكن هناك بعض المسلمين لا يعرفون الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال، فنذكر الفرق بينهما عبر الآتي:[1]

1- الفرق في تعريف زكاة المال وزكاة الفطر

إن الزكاة تعني النماء والبركة والطهارة في اللغة، بينما الاصطلاح فمعناها إنفاق جزء مُقدر من المال النامي في مصارف حددتها الشريعة عند وصول المال إلى نصاب الزكاة، وتشتق كل من كلمة “الفطر” و”الفطرة” اللتين تُنسب إليهما زكاة الفطر من الفعل “أفطر”.[2]

تُعد الفطرة زكاة الخلقة، ويمكن الإشارة إلى زكاة الفطر في الاصطلاح إلى أنها تعني جزء معلوم من المال الذي يؤديه المسلم عن نفسه، عن الذين تجب عليهم النفقة من مصارف زكاة معينة، وهذه الزكاة واجبة بالفطر من رمضان؛ حتى تكون طهارة للصائم.

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي أخرج زكاة الفطر نقدا

2- الفرق في حكم زكاة المال وزكاة الفطر

تعتبر كل من زكاة الفطر وزكاة المال من الفرائض الواجبة على كل مسلم، وتم إثبات هذا في كتاب الله تعالى الحكيم، والسنة النبوية الشريفة، وكذلك إجماع الأمة.

حيث إن الزكاة فريضة معلومة من الدين بالضرورة، ولا يجب إنكارها أبدًا، فزكاة المال فُرضت كما هو المشهور عند المحدثين في شهر شوال من العام الثاني للهجرة، بينما زكاة الفطر في شهر رمضان قبل العيد بعدة أيام من ذات العام.

علاوة على ذلك فإن المسلم يخرج زكاة المال عن نفسه، ومن ماله الذي يعتبر ملكه فقط، بينما زكاة الفطر يخرجها المسلم عن نفسه، وعن غيره ممن يكون ملزمًا بالإنفاق عليهم مثل الزوجة والأولاد والوالدين.

3- الفرق باعتبار القيمة المُخرجة بين زكاة المال وزكاة الفطر

استكمالًا لتوضيح الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال، نجد أن مقدار زكاة المال يختلف تبعًا لنوعه، ونظرًا لهذا يتم حساب قيمتها المُخرجة، حيث إن مقدار الزكاة في المال والأثمان من ذهب وفضة وعملات يُقدر بـ 2.5%.

بالإضافة إلى اختلاف مقدار زكاة الفطر عن زكاة المال، فزكاة الفطر تُقدر بصاع واحد، والصاع عبارة عن أحد المكاييل التي يتم وزن الحبوب بها، ويساوي 4 حفنات تكفي الرجل المعتدل، وفي حال تقديرها بالكيلو جرام فمقدار الصاع يختلف بين كل صنف وآخر.

شروط وجوب الزكاة في الدين الإسلامي

عقب النظر إلى الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال جيدًا، فلا بد من معرفة وجود مجموعة من الشروط والأحكام في الشريعة الإسلامية يجب أن يلتزم بها الفرد الذي يُريد إخراج الزكاة، وتتمثل تلك الشروط فيما يلي:

  • الإسلام.
  • الحرية فلا يُشترط إخراج الزكاة على العبد.
  • يجب أن يكون المال حلال.
  • اكتمال الحول.
  • ملك وبلوغ النصاب، وهذا يختلف تبعًا لأنواع الأموال.
  • النصاب من المال الفائض عن حاجة الأساسية للعيش المسلم.
  • الملكية التامة للنقود.
  • النماء وهو أن يكون المال قابل للنمو.
  • عدم وجود ين على المال الزكوي.

مصارف ومستحقون الزكاة

بعد الإلمام بالفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال بالتفصيل، فيجب معرفة أن الله – سبحانه وتعالى – ذكر في كتابه الحكيم الفئات التي تستحق الزكاة، حيث قال تعالى:

{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60]، وهذا يعنى أن مصارف الزكاة هم:

  • الفقراء.
  • المساكين: وهم أفضل حالًا من الفقراء، ولكن يعانون من عدم كفاية أنفسهم.
  • العاملون عليها: هم الذين تولوا جمع زكاة المال.
  • المؤلفة قلوبهم: من يراد تحبيبهم وتأليف قلوبهم للإسلام، أو الذين ضعف إسلامهم.
  • الرقاب: العبيد والرق وأسرى الحروب.
  • الغارمون: من يتحملون الديون ولا يمتلكون القدرة على سدادها.
  • المجاهدون في سبيل الله.
  • ابن السبيل: وهو المسافر الذي انقطع عن بلده ولم يتبقَ معه المال.

اقرأ أيضًا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً؟ وما حكم إعطاء الزكاة للابنة؟

أنواع الزكاة في الدين الإسلامي

تجدر الإشارة إلى وجود عدة أنواع للزكاة في الإسلام، وقد يخلط بعض المسلمين بينهم، وهي تتنوع بتنوع أنماط الحياة واختلاف صيغ الثروة، ونذكر أنواع الزكاة عبر النقاط الآتية:

  • زكاة التجارة.
  • زكاة الذهب والفضة.
  • زكاة ما يخرج من الأرض.
  • زكاة الفطر.
  • زكاة بهيمة الأنعام.
  • زكاة المال.

تعتبر الزكاة الركن الخامس من أركان الإسلام، فلا يكتمل إسلام الفرد إلا بتنفيذ هذا الركن، حيث إنها فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل، ويجب الاهتمام بالتفريق بين أنواع الزكاة ومعرفة وقت كل منهم.