أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة تعد من أهم الأمور التي يبحث عنها أغلب المسلمين خاصةً ممن لا يقدرون ماديًا على أداء فريضة الحج أو حتى العمرة، فيطمعون إلى نيل ثوابهما من خلال عبادات أخرى لا تُكلفهم، وهذا ما سنتناول طرحه تفصيليًا من خلال موقع القمة، طبقًا لما ورد في القرآن والسُنة.

أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة

أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة

تعد زيارة بيت الله الحرام في بلد رسول الله، وأداء مناسك الحج أو العمرة، ومعايشة تلك الحالة الإيمانية التي تسمو بالروح فتصعد بها إلى أعالي مراتب الإيمان والقرب من الله، هي حلم الكثير من المسلمين.[1]

بل إن أكثرهم يخطط ويدخر الأموال، ويشد الرحال متأهبًا لأن تطأ قدمه موضع قدم الرسول الشريفة، ولكن أيضًا ولطبيعة رقة حال الكثيرين منهم لا يستطيعون إليه سبيلًا، فيظلون في بلدانهم بقلوبٍ مُشتاقة تنتظر أي نفحة من بلد الحبيب تُبشرهم بأنها تنتظر قدومهم.

في هذا الصدد ولأن لنا ربًا رحيمًا كريمًا، عليمًا بأحوال عباده وما يعتري قلوبهم، شرّع لهم من العبادات التي ما إن فعلوها نالوا أجر الحج والعمرة، وإن لم يتحركوا من أماكنهم قيد أُنملة، والتي نذكرها على النحو التالي:

1- العمرة في رمضان

من أولى الأعمال التي لها أجر وثواب الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي العمرة في شهر رمضان، حيث إن كثيرًا من الناس قد يرزقهم الله بها، ولم يأذن لهم بميعاد حجتهم.[2]

فتكون تلك العمرة في هذا الشهر المبارك لها الأجر العظيم الذي يُثلج الصدور ويطيبها، وذلك استنادًا للحديث النبوي الشريف:

“عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حَجَّتِهِ قالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الأنْصَارِيَّةِ: ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟ قالَتْ: أبو فُلَانٍ -تَعْنِي زَوْجَهَا- كانَ له نَاضِحَانِ، حَجَّ علَى أحَدِهِمَا، والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنَا. قالَ: فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً -أوْ حَجَّةً مَعِي-” [رواه البخاري].

اقرأ أيضًا: فضل وثواب صلاة الفجر في الدنيا والآخرة وكيفية الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة

2- إخراج المال حتى يحج أو يعتمر الآخرين

يوجد الكثير من المسلمين المقتدرين ماديًا على أداء الحج أو العمرة، لكن تحول بينهما الظروف الصحية أو غيرها، في هذا الصدد فإنهم إن آثروا غيرهم بهذا الفضل، وساعدوا ولو شخصًا واحدًا على أداء تلك العبادة، كان لهم مثل أجره.

ذلك ومن باب أن الدال على خيرٍ كفاعله، فمال البال بمن ساعد، ويسّر فعل هذا الخير ولم يكن مجرد دليلًا فقط.

3- السعي لطلب العلم

إن طلب العلم من الأمور التي لا يعلم الكثير أنها عبادة في حد ذاتها، في حال نوى المرء ذلك، كما لها من الأجر العظيم من الله عز وجل، وقد رجّح العلماء أن لها مثل ثواب الحج والعمرة في أن كلًا منهم يعد سببًا لمغفرة الذنوب بإذن الله.

4- الصلاة المفروضة

من الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة، وهي في أصلها عبادة عظيمة لا تقل عنهما شأنًا بل تزيد، هي الصلاة التي من فضل الله علينا أن حببها إلينا بأن قرن أجر الخطوات إليها -غير أجر الصلاة نفسها- كأجر الحج أو العمرة، وذلك نستدل عليه من الحديث النبوي الشريف:

“عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله: مَن مَشَى إلى صلاةٍ مكتوبةٍ في الجماعةِ، فهي كَحَجَّةٍ، ومَن مَشَى إلى صلاةِ تَطَوُّعٍ، فهي كعُمْرَةٍ” [الألباني، حديث حسن].

 5- ترديد الأذان

يعد تكرار الأذان من وراء المؤذن من ألطف العبادات التي ينال بها المسلم أجر يعادل ثواب الحج والعمرة، وذلك في أن كل من يفعلهم بإيمانٍ ويقينٍ بالله فاز بجنته، فضلًا عن قول الدعاء بعد الأذان يعد من أسباب شفاعة الرسول يوم القيامة.

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كُنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقامَ بِلالٌ يُنادِي فلمْا سَكَتَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مَنْ قال مِثْلَ هذا يَقِينًا دخلَ الجنةَ” [الألباني، حديث حسن].

6- ذكر الله

في ضوء عرض أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة هي ذكر الله، وخاصةً لو بعد كل صلاة، ومعادلة الثواب هنا في أن كل تلك العبادات يمحو الله بهما الخطايا، ويُكفر بها السيئات.

“عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: مَن سبَّحَ في دُبُرِ صلاةِ الغداةِ، مائةَ تسبيحةٍ وهلَّلَ مائةَ تَهليلةٍ غُفِرَت لهُ ذنوبُهُ ولَو كانَت مثلَ زَبدِ البَحرِ” [الألباني، والنسائي].

 7- بر الوالدين

إن الأجر العظيم الذي كتبه الله على بر الوالدين لا يضاهيه أجر، فيكفي أن تلك العبادة امتثالًا لوصية الرحمن وأوامره، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنها أنه من أفضل الأعمال وأقربها إلى الجنة من بعد الصلاة، وقبل الجهاد في سبيل الله.

على إثر ما سبق وحسب ما ورد عن كثير من العلماء والفقهاء أن بر الوالدين من مكفرات الذنوب.

8- الاستغفار

الاستغفار هو ممحاة الذنوب التي يكفر الله بها الخطايا ولو كانت مثل زبد البحر، والمداومة عليه مع استحضار الذنب والانكسار بين يدي الله عز وجل، يعد من أعظم العبادات.

فلو كان ثواب الحج أو العمرة هو مغفرة الذنوب، فإن الله هو الغفور والذي يقبل عن عباده أي طاعة في كل الأوقات والأماكن ما دامت لوجه الكريم.

اقرأ أيضًا: اذكر فضائل ليلة الْقَدْرِ

9- صيام رمضان

استكمالًا لعرض أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة، نذكر صيام شهر رمضان الذي إن قام به المسلم وهو مؤمنًا بالله، محتسبًا له الأجر، غفر الله ذنبه، فضلًا عن كون الشهر الكريم فرص اغتنام العتق من النار، وهذا هو الهدف المرجو.

“عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [رواه البخاري].

 10- الحج أو الاعتمار عن المُتوفىَ

في صدد الحديث عن أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة، لا بد من التطرق إلى الأموات من المسلمين، والذين من رحمة الله بهم تقبّل عنهم الأعمال الصالحة التي يقوم بها الأحياء لهم، والتي من ضمنها عمل الحج أو العمرة، فيُكتب لهم الأجر والثواب كاملًا.

دعاء رمضانرسائل رمضان
صور رمضانصور فوانيس رمضان
بوستات رمضاندعاء التراويح
دعاء السحوردعاء المغرب
دعاء الفجردعاء ايام رمضان
عبارات رمضاندعاء ختم القرآن في رمضان
صور رمضان كريمدعاء يوم الجمعة في رمضان
تردد قنوات مسلسلات رمضاندعاء الافطار
دعاء ليلة القدراللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا ليلة القدرموعد ليلة القدر

تتعدد الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة، والتي يسعى إلى فعلها الكثير من المسلمين كمحاولة منهم الفوز بثوابها العظيم، حتى يأذن المولى لهم بأن يكونوا ضمن ضيوفه في بيته الحرام.